شهدت صناعة السياحة في جنوب إفريقيا انتعاشًا كبيرًا بعد ثلاث سنوات صعبة تميزت بتأثير جائحة كوفيد-19، والذي كان له تأثير خاص على البلاد. وبينما يعود الوضع إلى طبيعته تدريجيا في عام 2023، خاصة بفضل الزوار من الدول الأفريقية الأخرى، فإن الأرقام لا تزال بعيدة عن الأرقام الممتازة المسجلة في عام 2019.
كانت جنوب أفريقيا الوجهة السياحية الرائدة في أفريقيا في عام 2003، حيث زارها 6.5 مليون زائر، متجاوزة بذلك تونس ومصر والمغرب. ومع ذلك، تحتل البلاد الآن المركز الرابع خلف مصر والمغرب وتونس.
وبحسب وكالة الإحصاء في جنوب إفريقيا، استقبلت البلاد 8.48 مليون سائح في عام 2023، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 48.9% مقارنة بالعام الماضي. وعلى الرغم من هذه الزيادة، لا تزال البلاد بحاجة للوصول إلى مستوى عام 2019، حيث استقبلت أكثر من 14 مليون سائح وحققت إيرادات بقيمة 8 مليارات يورو.
ومع ذلك، فإن صناعة السياحة في جنوب أفريقيا فريدة من نوعها مقارنة بالدول الأفريقية الأخرى، حيث أن معظم السياح من الأفارقة. وعلى الرغم من بعض الكراهية تجاه الأجانب تجاه مواطني الدول المجاورة، فإن 6.4 مليون من أصل 8.48 مليون زائر مسجل هم من الأفارقة، وهو ما يمثل 75.6% من إجمالي الوافدين. وتعد زيمبابوي هي أكبر مساهم، حيث بلغ عدد زوارها حوالي 2 مليون زائر، تليها موزمبيق وليسوتو. يزور السياح من الدول الأفريقية جنوب إفريقيا للتسوق والحياة الليلية ولأغراض العمل. وفيما يتعلق بالسياح الوافدين من القارات الأخرى، يشكل الأوروبيون المجموعة الأكبر بعدد 1.2 مليون زائر، يليهم القادمون من الأمريكتين وآسيا بـ 455.901 و199.308 زائر، على التوالي.
يعد السياح الأوروبيون من بين الزوار الرئيسيين لمناطق الجذب الطبيعية ومحميات الصيد في جنوب إفريقيا. إحدى الدول الإفريقية القليلة التي يمكن للناس فيها مراقبة الخمسة الكبار– الثدييات الشهيرة في أفريقيا مثل الأسد والفيل ووحيد القرن والجاموس والفهد – جنوب أفريقيا هي الوجهة المفضلة لمحبي رحلات السفاري. كينيا وتنزانيا وبوتسوانا هي دول أخرى حيث يمكن للمرء تجربة نفس الشيء.
لسوء الحظ، يعد انعدام الأمن عاملاً مهمًا في انخفاض عدد السياح الوافدين إلى جنوب إفريقيا على الرغم من تراثها السياحي الغني. من ناحية أخرى، يعد التسوق والحياة الليلية وزيارة محميات الصيد والأنشطة الشاطئية واستكشاف المعالم الطبيعية من أكثر الأنشطة المفضلة لدى السياح الذين يزورون البلاد.
